medo....محمد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الدواء عند العرب

اذهب الى الأسفل

الدواء عند العرب Empty الدواء عند العرب

مُساهمة  Admin السبت يناير 03, 2009 2:42 pm

هناك أسماء كبيرة، لعلماء أعلام بعلوم الطبّ والصيدلة، عُرفوا على نحو واسع في أوروبا، طُبعت كتبهم، وانتشرت آراؤهم ووصفاتهم الطبيّة، وحازوا على تقدير في تلك البلدان، حتى كانت مكانة الطبيب أو الصيدلي منهم تُعْرَفُ بمقدار معرفته وإحاطته بعلوم أولئك العلماء العرب، فتعلمت منهم أوروبا، وأخذت عنهم الكثير، مما ساعدها على نهضتها العلمية المعاصرة.

ومن هؤلاء عالم الطب الذي نسيناه وتذكَّره الغرب، الطبيب والصيدلي العربي المسلم (ماسويه المارديني) الذي كان قد وُلد في

(ماردين) التي غادرها إلى بغداد عاصمة الخلافة ومركز الإشعاع الحضاري آنذاك، تخصَّص في الطب والصيدلة والنباتات الطبية، ثم غادر إلى القاهرة، فأقام فيها يزاول مهنة الطب زمن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، ومات ودفن في القاهرة عام (1015) عن عمر يناهز التسعين.

يكاد يكون اسم (ماسويه) مجهولاً عند العرب، بينما سطع في أوربا، وكان كتابه: (في العقاقير) وكتابه: (كتاب المادة الطبية) في مقدمة ما تُرجم إلى اللاتينية، وكتابه (في العقاقير) يقع في اثني عشر جزءاً، اشتهر في أوروبا، وبقي قروناً عديدة الكتاب الأول في الطب، وقد ذكره المؤرخ الطبي الأوروبي) ادوارد ثيودور ولنكتون( في كتابه )تاريخ الطب منذ العصور القديمة( أنه أقدم دستور أدوية. ولكن الأكثر أهمية من هذا الكتاب هو كتاب )المادة الطبية(، وكان هذا الكتاب العمدة في الصيدلة في أوروبا، وقد احتوى على ثلاثين جزءاً، وقد عرفنا من هذا الكتاب معظم الأدوية التي حضّرها العرب بأنفسهم، أو جلبوها، وقال الدكتور (جورج سارتون): (إن ماسويه ألّف كتاباً أكسبه شهرة عالية هو كتاب )الترياق والاقراباذين المركب) ويتألف الكتاب من اثني عشر مجلداً، وهو يبحث في علم الأدوية الطبية ومضادات السموم، وقد كان الكتاب المعوَّل عليه في علم الصيدلة في الغرب لعدّة قرون، وقد طُبع طبعات عديدة في البندقية في إيطاليا. وفي ليون وفي باريس في فرنسا، وظلت طبعات كاملة من كتاب ماسويه تتكرر طيلة القرون الثلاثة اللاحقة، ثم ظهرت طبعات مختصرة منه، فدخل البيوت، ولم تعد الاستفادة منه مقتصرة على الأطباء والصيادلة والجامعات، بل بدأ الناس الاعتياديون يستفيدون منه مثل أي كتاب طبي أو مجلة طبية، واعتبره علماء الغرب أكثر الكتب المقروءة.

ومن العلماء، الطبيب الكبير والصيدلاني )الزهراوي(، الذي يُعَدُّ أوّلَ من صنع أقراص الدواء، وكان يصبُّها في قوالب من خشب الأبنوس، أو العاج وعليها ينقش اسمها الطبي.

كما أن أول من تنبّه إلى أهمية تاريخ صناعة كل دواء، والطريقة المثلى لحفظه كي لا يتسرّب إليه تلف أو فساد، هو الطبيب العربي (داود الأنطاكي) الذي أكّد في كتابه (تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب) على ملاحظة تاريخ صنع الدواء، وتحديد فترة صلاحيته للعلاج (الإكسباير) كي لا ينقلب نفعه -كما يقول- إلى مضار.

امتحان الصيادلة!!

ومن طريف اهتمام القادة المسلمين بأمر الصيدلة والدواء وصناعتها: هو ما قام به القائد العباسي المعروف بـ (الأفشين) من امتحان للصيادلة في معسكره، فقد أمر أحد رجاله أن يضبط الصيادلة حتى يعرف العارف الصادق منهم، ومن هو مدّع لا علم ولا ضمير له ولا دين، وهكذا طرح (الأفشين) عشرين اسماً مختلفاً على الصيادلة ليمتحن صدق معرفتهم، من كذبها، فأنكرها بعضهم وقال بها آخرون، فأقرّ عمل الذين أنكروها، ونفى من معسكره من أقرّ بها، بل ومنعه حيثما يكون من عمل الصيدلة والأدوية، تماماً كما فعل الخليفة المأمون من قبل.

إن هذا وحده يؤكدما للطب والصيدلة بوجه خاص من عناية من قبل خلفاء المسلمين وأمرائهم، وكم كان وعي المسلمين عالياً في التعامل مع هكذا علوم، لها مساس مباشر بحياة الناس.

Admin
Admin

المساهمات : 103
تاريخ التسجيل : 09/12/2008

https://medo2030.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى