لماذا غضب ضرار

بينما كان الفاتح يساعد جارهم

في بستانه، أقبل صديقه ضرار نحوه

غاضباً وفي يده جريدة يبدو أن فيها

خبراً أزعجه.

ضرار: السلام عليكم ورحمة الله.

الفاتح: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

.. خيراً إن شاء الله، مالي

أراك غاضباً على

غير عادتك؟!.

ضرار: هل قرأت هذا الخبر:

(جيش الاحتلال يقتل خمسة تلاميذ فلسطينيين أثناء توجّههم إلى المدرسة)

الفاتح (بأسى): نعم يا ضرار.. قرأت الخبر، وآلمني ما آلمك.. وسيثأر لهم أبطال فلسطين بإذن الله.

ضرار: ونحن ماذا نفعل؟.. نجلس أمام التلفاز، أم نطالع الصحف ونترحم على شهدائنا ونتألم لما يحدث؟.

الفاتح: أنا وأنت من أطفال فلسطين نشارك بالمواجهات الشعبية، ونساند أبطالنا الشجعان.. ونعين أبوينا و..

ضرار (مقاطعاً): ونساعد المزارعين في جني محصولهم، ونرصد قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال ونخبر أبطالنا عنهم.. كل ذلك أعرفه، وأسعد عندما أقوم به.. ولكن هل فلسطين لنا وحدنا.. هل نحن فقط من يجب عليه حماية الأقصى وفلسطين؟.

الفاتح: بالطبع لا.. ليست لنا وحدنا، فلسطين وقف إسلامي، وهي قضية المسلمين الأولى، وتحريرها فرض عين على كل مسلم.

ضرار: إذن.. أين المسلمون مما يجري على أرض فلسطين من قتل وتشريد، وتنكيل وتخريب للمزروعات والطرقات وهدم المنازل..؟

الفاتح: إذا كان المسلمون قد قصّروا اليوم في واجبهم نحو قبلتهم الأولى، فإني واثقٌ من أنهم سوف يعودون إلى دينهم وعقيدتهم، ويعملون لتخليص الأقصى وفلسطين من دنس المحتلين الغاصبين.

ضرار: أراك واثقاً مما تقول.

الفاتح: كيف لا.. وأنا أحفظ حديث رسول صلى الله عليهِ وسلّم: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود فتقتلوهم، أنتم شرقيّ النهر وهم غربيّه، وحتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله. إلا الغرقد فإنه من شجر يهود)

ضرار: صدق رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم.. وإنا لمنتظرون.